الجمعة، 5 فبراير 2021

عن كندا كأدنى مدى

 

عن كندا كأدنى مدى

برشلونة : مصطفى منيغ / Mustapha Mounirh

البِعاد عن مقامٍ جليل، وفِراق وجه جميل، وافتقاد جو عليل، وترك زهرة في إكليل، يلزِم بالإسراع في التحويل ، من مسايرة ظروف خيرها قليل ، إلى هجرة مقامها طويل ، بين النظافة والعفة ونِعْمَ الخليل ، في كَنَفِ الحُرِيَّة الحُرّة وحقِ لمُستحِقِّه يميل ، دون ضجيج غرورٍ على رؤوس مخلوقات نَزيل ، يحبس المتعة الوهمية في قارورات اصفرارها في أجْوَاف المغلوبين على أمرهم يسيل ، متصاعداً في انفعال لحظات سعادة مصطنعة كلما استيقظ منها عاقل ، أصبح للإدمان العبد الذليل.

طُعمُ الوحدة "هنا" سائد وسط زحمة مرور يستعجل جل عناصره إلقاء أرضاً الحمل الثقيل، دون استئذان إذ لا خوف من إلصاق تهمة مُعرقل، لعدم تشييد المزيد من السجون  لوفرة الزجر بالعقاب البديل ، الأكثر تأثيراً في  التفكير المستعجل على الرحيل ، بدل التَّقْيِيد في قائمة تضمّ افتراضاً كل مناضل ، يُسْحَبُ مؤقتاً من إسماع صوته ولو بالكلام المعتدل ذي المضمون العادل .

... تلك نقط تتحدَّى سوائل الاضطهاد المعنوي الشامل ، بالمتاح المشروع المعبَّأ كلمات في قلم لا ينحني للمستحيل ، بَيْنَ أنامل إنسان جرَّبَ الصّدق في التعبير مِن صُلب الصراحة سَلِيل ، لا يهمه الغاضب عن أمرٍ في شأنه قِيل ، المهم عنده وأَهَمُّ الأَهَمّ إلْحاق كل جملة مفيدة بأسطع دليل ، دون اللجوء للإختصار إن الظرف أراد تحصيل حاصل ، إذن وضوح الوضوح يُقْضَي صحبة ذكاء لا يخشى مصدره بين بقاع الأرض التّجوال ، لاختيار الأنسب كمقامٍ المَرْء فيه أقرب لعدالة السماء وكل ما يريح البال .  فكانت "كندا" المقصد النبيل لكل مثال عن السماحة الأمثل الواجب لأَبْعَادِه الانسانية الطيِّبة الامتثال ، بما شاء المُتَعَلِّق بها حُلْماً طَمُوحاً واصل ومنها واجِد أتَمَّ إقبال في ارقِّ استقبال ، مترجَم بجزئيات ثلج تزيح تعب السفر عن وجهه لتنتقل لبياض تصبغ ثيابه بلون يرمز للنَّقاء والانتقال من حال الضيق إلى رحابة مآل ، بنظام وانتظام والانسجام مع المحيط المحلي بالتمتع كفرد بأكمل استقلال .

ليس المهم مَن يحكم تلك الديار بل الأكثر أهمية التدبير الذي يحكم به المانح القدرة على الاجتهاد دون كلل، فيما يجعل الحاضر مرآة المنشود كمستقبل ، الفُرص فيه متاحة لسياسة تُراعي المصلحة العامة في المقام الأول ، معبّدة الطريق حيال الأفضل ، إنتاجاً يضمن الاكتفاء الذاتي من غذاء جيّد إلى تكنولوجية سلاحٍ يحمي على امتداد جغرافية الوطن كلّ مجال . هناك معارضة لكنها في أسلوب النقد البناء متحضرة أكانت في مناظرة تعبر عن رأيها فى حوار يرفع مستواه الفكري المفيد لأسمى مراتب النضال ، أو أثناء مظاهرة  نُضْج الوَعْيِ فيها مقروء في شعارات ملوَّنة على بياض لافتات بما يقرِّب مضامينها لجدِّية مطالب غير تعجيزية ممكن بها الانتقال ، لفرض المنطقي إدراكه بتوافق بين الجنوب والشمال ، كالشرق والغرب في مجمل الأحوال ، علماً أن الاتجاهات المذكورة لعقليات عند التفكير في المصير المشترك تتوحَّد على القرار الأعقل .

... "كندا" مدرسة الطبيعة سطحاً وجوهراً، فصولها الهواء الطلق والليل والنهار ، وأساتذتها الأرض والنبات والزمن والمناخ ، وأدواتها الجليد والثلج والماء  والرياح والرعد والبرق والامطار ، تلامذتها الناس والحيوان وكل مخلوق لا يُرى لسبب ما ، أما لغتها خفقان أفئدة وزقزقة عصافير  ونقيق ضفادع وما يحدثه الندى عند اصطدامه بوريقات الورود وإشارات تواصل اسماك بعضها ببعض في قعر جداول مهجورة . الملتحق بالمدرسة يتخرَّج منها مُراجعاً في كل صغيرة وكبيرة الضمير ، معتمداً على نفسه أمام كل اختيار مصيري ، قويَ الدراية بشروط الحياة ليبقى في مأمن من نوائبها ، مقاوماً البرد بالتي هي أقوم ، مكيَّفاً مع محيط تقلبات جوية غير متوقَعة ، محافظاً على البيئة ، موفراً لحاجياته الشخصية ، متابعا لمستجدات القوانين المدنية ، عالماً بمقاصد التشريعات الواجب تطبيقها على الجميع ، مقيَّداً بمواعد المفروض تواجده خلالها في أماكن تخصه ، محترِماً نفسه احترامه للغير ، قانعاً بما أصاب عن حسن تقدير مُباح ، رحيماً بالصغار مقدراً سن الكبار ، متعاوناً أثناء حالات الطوارئ من أي صنف كانت ، متسامحاً مع معتنقي ديانات غير ديانته ، وبالتالي عشرات المواقف التي من الصعب حصرها في حيز هذا المقال الهادف أساساً لتسجيل ارتسام قد يساهم لحدٍ ما في تقريب مقام "كندا" وطناً وشعباً لدى إنسانية إنسان رأى وسمع وعليه الآن أن يتكلّمَ بمقدمة البِعاد عن مقامٍ جليل ، وفِراق وجه جميل ، وافتقاد جو عليل، وترك زهرة في إكليل .

            مصطفى منيغ

كندا بين تلك وهذا

 

كندا بين تلك وهذا

برشلونة : مصطفى منيغ

أشد أنواع البكاء وأكثر قسوة على النفس ذاك البكاء المنبعث من الضمير بغير دموع لترك الألم الداخلي مُترسِّباً دون اغتسالٍ  بالسائل المالح المضبوط تركيبته على تهوين الآثار إن لم يتم تذويب مجملها وبالتالي  استحسان المستقبلين مَنبعاً مِن مُقْلَتَيْن إلى مَصَبِّ وَجْنَتَيْن في وَجْهٍ صبغه الحزن بالأُرْجُوَاني  قبل التبخُّر بعامل التفاعل المناخي المباشر أو بتسليط التجفيف المقصود ليصل التبدُّد الختامي مع المجهول إدراكه دون الاستعانة بآليات معقَّدة  قد يوفرها العقل المشحون بمستوى عالي من العِلم المتخصِّص في الحالات مثل هذه النادرة الاهتمام. لم يكن بكاءاً صامتاً على الأطلال ، بل مقارنة سببهُ بما تتواجد عليه جلّ المدن العربية الكبرى بالعشوائيات الهندسية ، المضبوطة على إظْهَارِ جروح اللاَّمساواة دون احترام شروط البناء بقوانين المِعمار الطبيعي السليم ، القائم على حُسن التنسيق ، ووفرة المرافق الحيوية وما تحت ذلك من بنيات أساسية غير مغشوشة ، خادمة لمستلزمات حياة البشر مهما كانت مستوياتهم المعيشية . تَداخُلٌ مُشوّه مشيَّدة عليه حارات تُوَسِّعُها الفوارق الاجتماعية المتفاقمة مهما كان المجال ، وتَعْرِضها على أزمات مكررَّة حسب مواقف ظروف فارضة نفسها بين الحين والآخر ، مهما رَقَّعَ المُرَقِّعون ما مَزَّقَتْهُ الفاقة ومخلفاتها ، بترقيعٍ يحتاج لمثله كلما فَرَضَت سياسة الترقيع تجديداً ، يُوهِم المُصدِّقين بأن الشمس ستشرق غداً على أسطح مباني العامة بالرفاهية والازدهار ، فتكون الحقيقة ما تُظْهِره الطبيعة من غضبٍ يحقن مجاري السيول لتغرق مثل الأحياء في فيضانات لا تُبْقي مِن مزاعم مجهودات المجالس البلدية ما يُبْعِدُها عن مطالبة المتضررين بالحساب الذي يكون مصيره ككل "حق من ورائه طالب" في بلاد لا مكان فيها لتطبيق القانون والسَّيْرِ بمُساءَلَةِ المقصِّرين على اختلاف مناصبهم التنفيذية – التشريعية ، لتحقيق التصرُّفِ الجِدِّي المنتهي قطعاً ببسط الإصلاح انطلاقاً لجعل جل المدن العربية مؤهلة لتطوُّرٍ يرقى بساكنيها ولو لنصف مستوى التجمعات السكنية المتناثرة على أرضية كندا .

... كندا ذات المروج الآخذ من ألوانها "قوس قُزَح"  ما يُبهر به الأبصار ،  والروابي المزركشة حواشيها ببيض الثلج و الزرع التلقائي الدائم الاخضرار ، و الهضاب المترامية المساحات المُغطاة بنجوم الأرض المتمايلة بقطرات الندى المتجمِّدة على وريقاتها مدغدغة حواس المتمعنين في صمودها سائر البشر، والمياه الغامرة أي سطحٍ تلتجئ إليه كلما أذاب منها إليها الحر المؤقت جزءا بسيطا من المتجمِّد فيها ، الصلب المتلألئ سطحه تحت خيوط نور محتشم تختبئ شمسه وراء سحب تتراءى بغير نهاية حبلى بالمطر ، والأجواء النقية رفيقة صدور تجدد مخزون هوائها بما تستنشقه برغبة مع مرور اللحظات سعادتها تَكبر.

كندا عاشقة الطبيعة معشوقة الحياة الحاضنة أصناف فريدة من الأشجار، المتربعة على عالم السكون باستحقاق في غير الأرض لا يتكرر ، يمتزج فيه الهدوء بقيم العيش النبيلة المحاطة من كل الجوانب بالإعجاب الصادق والاحترام الحقيقي وما يتلقاه الأخيار، من حسن معاملة مِن صِغَرِ عمرهم إلى الكِبَر.

... عزمتُ على زيارتها لدراسة ما أراه وأقارن بما تركته في موطني المغرب ، عسى الأمر يتحول لنظرية تساهم حالما أقيم عناصرها على قاعدة علمية متمكنة من سلاسة التطبيق لإنجاب حلول كفيلة  بضمان توازن بين الإمكانات المحلية الفكرية منها قبل المادية و آليات النهوض باستثمار يقرِّب البون الشاسع بين عالمنا منذ ردح لا يُستهان به من الزمان ،  وعالم بلاد متقدمة في معظم الأشياء ، ذات الارتباط بالموضوع كدولة كندا، دون مزج ذلك باعتبارات سياسية ذات المفاهيم الملتصقة بمحدودية المصالح التاركة الحال متشابهاً دوماً مع المآل، فنلت شرف الوصول لهذه الهائلة جواً مساعداً على الابتكار، والعظيمة ملحمةً أتْقَنَ روادها الأوائل النَّقش بما يفيد على الصخر، والمحترمة دوراً تقدمه لاحتضان عامة الزوار، والمُطبقة قانوناً يؤهل الحياة لتصبح قدوة الباحثين عن مقامها كأفضل اختيار. فكان أن دوَّنت طلائع ارتسامات تؤرخ لاقامتي الأولى في تلك الديار سنة  2015 ، جاءت على النحو التالي :    

"دعانا الطموح النبيل لرؤية شروق المغرب يشع نوره ولو الخافت فوق هذا الفضاء الكندي الفسيح المانح المجال لاحترام الدقة والنظام والجمال ، الثلاثي المتناغم مع الألفية الثالثة ذات المتغيرات الحاصلة وفق التقدم الحقيقي بكل تفاصيله المُتَرْجَمَةُ كلها آليات متحركة في تلقائية بطاقة القانون المتجدد بضوابط وتشريعات لتحيين فصوله مع مستجدات الحياة ثم الظروف وفي الأول كالتالي المقامات المتنافسة مع السمو والرفعة لصالح ثنائية الدولة والمواطن وليست الدولة والشعب ،إذ الأولى التزامات واضحة مباشرة مع الإدارة كتصريف حقوق وتدبير واجبات ، والثانية سياسات خاضعة لنظرية الأغلبية إقصاءاً للأقلية وفق ديمقراطية لا هي مفهومة ولا مطبقة في أماكن سيطر عليها الجهل فعاشت يوما بيوم سلبية نتائج تلك السياسات التي لا هم لها سوى السيطرة ما أمكن وإبقاء الحال على ما هو عليه لتمرير مصالح لا تتقدم بها دول ولا تزدهر بها شعوب ، وإنها لمفارقة الواجب دراستها والانطلاق من الاجتهاد فيها للحصول على الحل لجل المشاكل الموروثة والمتراكمة جيلا بعد جيل.

المغرب بلد حضارة وجذور في التمدن بشهادات المختصين في علم التاريخ المعني بمثل الموضوع، المدون بعقول أصحابها علماء لا يغويهم طمع ولا يجلبهم مغنم مهما بلغ شأنه حجماً. ومع ذلك تجمَّد حيث أراد من ذهب اهتمامهم بالماديات نأياً عن الروحيات كأدبيات منقوشة على الحجر، وعمارات قاومت الإهمال بمفردها، وأعراف وتقاليد حافظت (شَفَهِياً) على التراث إلى أيام الحاضر حيث بوادر الانقراض تزدرد مقوماتها لتُطْمَسَ حقائق غاية في الأهمية كانت.

انطلاقاً من هذا المنظور المنطقي الموضوعي الجاعل المغرب كوطن فوق كل اعتبار، يهمنا الغوص فيما تُقدمه القنصلية العامة للمغرب في كندا ،المُحافِظة على لمسات الوزير السابق للخارجية محمد بنعيسى ،الزميل الذي اشتغلنا معاً في جريدة الميثاق الوطني التي كان يصدرها حزب التجمع الوطني للأحرار،المتوقفة من مدة طويلة عن الصدور ، الذي اسند لي والأستاذ مصطفى الحجازي ، زعيمه أحمد عصمان ، وكان ساعتها رئيساً للحكومة (بواسطة  صديقي السيد الطيب بلعربي المدير العام السابق  للإذاعة والتلفزة المغربية والسفير السابق للمغرب بكونكري) مهمة ابتكار النموذج الأول الذي سارت على هندسته الصحفية كإخراج وتبويب وخط تحريري يليق بحزب الأغلبية الصامتة .

... قد تكون بناية تلك القنصلية بَعِيدٌ شكلها عن إعلان العامة أنها مغربية ’ حتى الرمز المرفرف فوقها لم يأخذ نصيبه من حجم يليق بعظمة ما يمثل ، بصراحة يظنها الوافد الجديد عليها تابعة (كمقر) لوكالة بنكية مغربية لاصقة بها ، تصعد سلالم وتجر باباً إن التفتتَ يميناً بعد الدخول، وجدت ما يشبه قاعة الانتظار على شكل قفص تتفرج فيه على التلفزيون حتى لا تمل ،بعدها حجرة مكدسة (رغم مقارنتها بمقصف مغلقة واجهته بزجاج سميك حُفرَت فيه دوائر تتم بين طرفيها الداخلي و الخارجي، نقوش ، قبل تسليم وثائق او التوصل بإحداها) بالجنود المجهولين ، ثم طابقين إحداهما لموظفين وبينهم النائب الأول والنائب الثاني للقنصل العام، والأعلى لصاحبة الشأن في تدبير هذه المؤسسة الموقرة المرتبطة بالمغرب دولة وأمة .

… بالتأكيد الجالية المغربية في كندا راقية في تعلمها ووعيها وثقافتها العامة ،وارتباطها المتين بوطنها. تتصرف بحكمة ،ومتكيفة مع الحياة هنا ، تعلق الأمر بشهور تصل فيها درجات الحرارة الثلاثين تحت الصفر، أو شهور الخضرة وخرير المياه العذبة والمناظر الطبيعية الخلابة ، جالية مهما حَصَلَ من حصل منها على الجنسية الكندية بقيت متلاحمة مع الأصل، إن لم نقل ازدادت تلاحما ، وبهذا لا تسبب قلقاً للقنصلية  العامة، من أي صنف كان، ولا مواقف تقلل من قيمتها محليا، لكن الجانب المتعلق بأنشطة تملأ بها الخصاص في تلقين الناشئة ما يضمن التواصل مع جذورها المغربية ، يعتريها التقصير الكلي والتغييب الشامل البين ، وهذا محسوب على سلبيات قنصلية عامة للمغرب في بلاد المفروض أن تُظهر فيها حضورا يفيد حتى الكنديين وهم يتعرفون على مستوى الاهتمام الرسمي بمنتسبيه البعيدى الإقامة عن وطنهم الأصلي .

… دار المغرب بمونتريال مُطالبٌ في شأنها إجراء تحقيق جدي لإرجاع ما آلت إليه للمسببين عن وضعية تثير عدة تساؤلات رابطة ما يحدث في مضمونها كشكلها بما يقع داخل المغرب من انعدام للرقابة وتغييب للمحاسبة ، وهذا يسبب حرجا لنا في مثل الديار كلما اتجهنا لإقناع الآخرين أننا لسبل التطور نتجه . أصبحت الوزارة المعنية بالمهاجرين مسؤولة عن الدار مباشرة ابتداءا من شهر فبراير الحالي لسنة 2015 وليست القنصلية العامة ، لكن المسألة تكمن في حلول تقتضي الظروف والبيئة ضبطها مع التنفيذ العاجل ،أما الترقيع فلا نريد أن يطال سمعتنا وفي هذا البلد بالذات لأسباب عدة . (للمقال صلة)

الصورة : مصطفى منيغ داخل الحي الصيني بمدينة مونتريال الكندية

 

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مونتريال صحراء بيضاء الرمال

 

مونتريال صحراء بيضاء الرمال

برشلونة : مصطفى منيغ/Mustapha Mounirh

أقرَب إلى السماء ، أرض مشمولة بالخيرات مُؤهَّلة للعطاء ، كل ما فيها حَيٌّ يُرزق بسخاء ، أكانت بشرته صفراء أو سحنته سوداء ، محسوباً على بيض الغرباء ، أم سمر الأصل لأقدم القدماء ، كَنَدَا ثلاثة حروف حارسهّن ألِف يفيد بوقفته مَنْ لفِقْهِ اللّغة من علماء ، الكاف كدُّ واجتهاد لتكريس كرم الكرامة سمة بساطة عظماء ، شيَّدوا فوق الجليد حضارة المد والجذب لتدفئة الأجواء ، وإحضار نضارة المؤثِّرات الفاضلات الكاسحات أذهان الأهالي الفُضلاء ، والنون نعمة نور يقود سكون أحياء ، لاجتياز هيبة ليالي تحرك رياح صابغة سطح الأديم ومياه اليَمّ وما اعتلى القِمَمِ أم في السفوح مع جنسه مقيم فوق خَلطة بيضاء ، أبيض من الأبيض هدية من علياء ، لحكمة حكيمة خصَّت مَناهل هنا بمباهج تقوم مقام الخيال ليبدو جمال الجمال أساس واقع ملموس محسوس لدى العقلاء ، والدال دليل دلال داني القطوف دائم التجديد من ألأفضل إلى الأجود بسلاسة ويسر دون عناد كأمر مُحَبَّبٍ إدراكه يتم كالمعتاد  مهما تكرَّر العدد ما دام الأخذ بقياس لا يقصي أحداً أوله ثمن مادي وأخره حق مُكتسب بتدبير متحضِّر قوامه الانصاف بين  المستحقين عن جدارة (بعضهم على بعض) وصف رُحَماء .

كندا صديقة الإنسانية  حاضنة الفقراء ، من رجال يلجؤون إليها كالنساء ، دولة تحترم نفسها فاحترمها الجميع بما حققته من ترجمة القوانين إلى أفعال حاضرة وليس شعارات سياسة تترَدَّد على حناجر المعنيين داخل المؤتمرات أو في المظاهرات أو إبان الانتخابات مُطَبَّقَة على جميع الفرقاء ، الانضباط آخذ مجراه بمسؤولية موزَّعة على مستحقي متحمليها الأكفاء ، الدارسين كل في حقل تخصُّصه يعمل بأجرة تضمن له عيشة الشرفاء ، في حدود مستوى الأغلبية المحتاجة لتغطية نفقات لا حياة مستقرة بدونها في مناخ يسجل المحرار فيه أحيانا 30 درجة تحت الصفر وما يحتاجه تساقط الثلوج من ألبسة واقية تحمي لقضاء الخارجين أثناءه مآربهم بغير ترَدُّدِ النُّكساء ، وأيضا وسائل نقل لا خَلَلَ ولو بسيط في محركاتها حتى لا يُترك راكبها دون تدفئة ولو لبضع دقائق قبل حضور الإسعاف في الخلاء ، لا أحد هنا في مقدوره المبيت في العراء .

... بيوت خشبية مشيدة لتصمد بالداخل كالخارج في تنسيق هندسي جامع البساطة في قالب متين يغالب طوارئ الأجواء صيفاً وبخاصة في مواسم الشتاء ، متراصة جنب بعضها البعض في تناغم يوحي بوجود وَعْيِ التعايش الاجتماعي المثالِي التصرف في أطيب وئام وأسلم إخاء ، لكل مشاغله الخاصة وفي لحظة القيام بالواجب العام لا أحد يتأخر أكان التوقيت صباحاً أو في المساء ، لذا نهضت البلاد في انسجام مدروس بين المؤسسات الرسمية والمواطنين لتتحمل بنجاح ما يتطلبه التطوُّر على جميع المستويات من عناء أعباء ، تناسب طاقات وحدة شعبية يسودها توافق ويقودها اطمئنان لمستقبل يبشِّر السعداء ، أن اختيارهم لهذا المقام للعيش مدى الحياة أمر جيِّد لاستنشاق  النقيِّ من الهواء ، وتمتع كل خلايا الجسم بأكمل ارتواء .

... لم يكن الفرنسي "جَاكْ كَارتْيِي"     مدركاً أن استكشافه هذه القطعة التي حلَّ بها سنة 1535 ميلادية ليجدها جنَّة ملتفة حول جبل "مُونْ" وقد أرخت محاسنها ليصعد ماء نهري "سَنْ لُورَانْ و"أُوتَاوَا"    يغسل في انسياب تصاعدي جعلته الطبيعة المحلية من أسرارها الغراء ،  حدود تواجدها بما كان أساس الحياة  في جزيرة غمرها الهدوء مُشكِّلاً ما يغري بالتَّحليق مدفوعاً بجناحي حُسْنِ الطبيعة الغنَّاء ، بين منحدرات مغروسة تلقائياً بورود معطَّرة ببلسم الانتعاش المطلق الباعث في النفس رغبة الاسترخاء ، للتأمل في الفرق الكائن بين القديم المزدحم عبر قارات ، والرَّحب الواسع المُغَطَّي برعاية الخالق الحيِّ القيُّومِ ذي الجلالة والاكرام ، المفروش بما سخَّرَه الباري سبحانه للمحظوظين الواصلين بقدرته جل وعلا إلى "هنا" حيث العمل عبادة، والتفكير في الآخرين أروع عناية، واقتسام مثل الخير مع مستحقيه للضمير الإنساني أَرَقَّ وألطف هديَّة مساق بها (عن طيب خاطر) لأسْمَى هداية.

... لم يكن يدري " جاك كارتيي" ذاك، أن البقعة ستتحوَّل لمدينة كبيرة يقطنها ما يقارب المليون ونصف المليون نسمة ، ولمركز تجاري لا يشق له غبار ، ولميناء بحري تمتد خدماته جل بقاع المعمور ، وأشياء يضيق حيز المقال على جمعها بما تستحق من تفاصيل تعميما للفائدة .

... هذه مونتريال محطة إقامتي كلما شعرتُ بالضيق يؤرِّق تفكيري ويلزم قلمي بالتريث حتى أتواصل بأسلوب اعتمدته للتعبير بحرية عن رأي يقربني أزيد وأكثر لإرضاء ضميري و الانزواء الايجابي لقطع ما تبقى من أشواط حكاياتي مع الكتابة الواضحة الصريحة ، مهما كان التوقيت مواتياً لجهات ، غير ملائم لأخرى ، تلك الحكايات التي كلما اشتقت لسماع أصداء بداياتها تنهال عليّ معلومات صدق ما ذهبت إليه ساعتها على لسان أساتذة في الميدان أكن لهم التقدير والاحترام . (للمقال صلة)

 مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

بيرُوت موروث لَم يَموُت

 

بيرُوت موروث لَم يَموُت

برشلونة : مصطفى منيغ / Mustapha Mounirh

احتُرِقَت غَدراً، دُمِّرَت قهراً، مُزِّقَت جِهَاراً، شُرِّدَت نهاراً، وَمَن يسأل عن المُسبِّب (إن كان من أهل البلد) ففكره عاد مُتَحَجِّراً، وحتى لأبسط الحقائق لم يعد مُبصْراً. منذ سنوات ست والمصيبة تتضاعف خَطَراً، ولا أحد من أهل النظام انْبَرَى صارِخاً بما يُحاك لمستقبل قلب لبنان ولا كان للمسؤولية التنفيذية أو التشريعية المُحَمَّل إياها مُقَدّْراً، حتى صاحب العمامة السوداء ظل للأمر في جحره المحفور في الجنوب مُتنكراً ، مشاركاً بصمته منذ ذاك اليوم من 2014 إلى 4 غشت 2020 المنتهي بكارثة خطرت على بال محدِّدي النقط السوداء في خريطة فواجع مَنسية لحين  تلحق بالآمنين أشد الضَّرَر، إلى ثرثرة من جديد بها ظَهَرَ ،  لإبْعادِ حزبه الإيراني  عمَّا جَرَى مُصَوِّرا، متحدِّياً بانفراده ومَن يوجهونه ترقباً للحظة تصل فيه لبنان لحالة وكل ما فيها كدولة انهار، لينقضَّ كصقر خرافي باسطاً جناحيه على منافذ حكم لبناني مُسَلَّمٍ لخدام مقام "قُمْ" ليظل حلم توسع مثل المغامرة مُسْتَمِرّا.

هذه المرة لن يطيق صبراً ، مَن ذرف صحبة محبي بيروت (وهم بالملايين) من الدموع ما  يحدِثُ نهراً ، يصبّ في غضب بحجم ما تفجَّر ، في محيط المرفأ حيث وصل الهول قاتلا البشر، مفتِّتاً الحجر، مُستأصلاً الشجر ، مخرباُ العمارات والمستشفيات في لمح البصر. غضب عاينته مباشرة وزيرة العدل وهي راغبة في جولة دعائية بين الأنقاض حينما طردها المواطنون وأسمعوها ما لم تنساه طوال حياتها ولولا قِوى الأمن التي هرَّبتها عن عجل من عين المكان لتعرَّضت لما لا يُحمَد عقباه لكن الله جل وعلا سَتَر، فكان الواقع بمثابة رسالة واضحة المعاني موجهة للنظام وبالتالي للحكومة بكل مكوناتها المرفوضة أصبحت جماهيريا لعجزها المطلق عن تطبيق مهمة المحافظة على الشعب اللبناني مع تمكينه بما يضمن أمنه   و تدبير شؤونه مهما كان المجال الأكبر الأهمية أو الأصغر ، حتى الرئيس "عون" المُهان (أمام أنظار المشاهدين عبر العالم) من طرف الرئيس الفرنسي "مكرون" خلال تجواله بالشوارع التي شملتها النكبة حينما طرده وأبعده منكسر الخاطر دون اعتبار لمنصبه كرئيس جمهورية لبنان ووجوده فوق أرض يحكمها أولا وأخيرا، فأي دولة هذه يُقابل رئيسها بمثل المعاملة البعيدة عن اللباقة والأعراف الدبلوماسية الموقرة ، وأي رئيس هذا يقبل بتصغير حجمه لمثل الحد غير المقبول الواجد نفسه وسطه محصوراً، وأي قائد لأمة لا يحرك لسانه ولو بكلمة في حق وثيقة موقعة من طرف 36.000 "نسمة " يطالبون فرنسا إعادة احتلالها لبنان رأفة بهم من جحيم حكم لا يَقْوَى على حماية نفسه ولضمان حقوق الشعب اللبناني بالفعل مُقَصّراً.

... رئيس الحكومة استصغر الحادث مؤكدا على توصله بنتيجة تحقيق يظهر خبايا الفاجعة بالإجابة عن أدق سؤالين: سبب التفجير ومن فجَّر ؟؟؟ ، في خمسة أيام لا أَكثر . غدا تنتهي المدة فتستبد الكثير من وجوه المسؤولين المتفائلة خيرا بأخرى جد مُكفَهِرَّة ، مستعدين للتخلي عن مواقعهم مهما تباينت وتنوعت ولو بالهروب الصامت لكن لم يسلم كل من فَر ، الشعب اللبناني العظيم أمام أقزام إي مؤامرة  يبقى على حماية وجوده  الصامد الأقدَر.

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

فلسطين وأقرب الخَطَّيْن

 

فلسطين وأقرب الخَطَّيْن

برشلونة : مصطفى منيغ / Mustapha Mounirh

مساكين إن اعتقدُوا أنَّ الشرعية الدولية وَحْدَها ستُحَرِّر لَهم فلسطين، فلو كان الأمر كذلك لأوقفت إسرائيل المعتدية عند حدِّها من سِنين ، لكن الأمر يخص الأقوياء أمَّا الضعفاء فليست غير مواقف مُغَلّفة بقوانين ، معطلة التنفيذ لمعجزة قد تقع في حين ، أو بعد عقود حيث تَجِد مَنْ يُبْقِيهَا على رفٍّ مرجعاً للباحثين ، عمَّا يكدسونه مِن معلومات في كتب تاريخ يَهُم في الدرجة الأولى السياسيين ، يعلِّلُونَ به مواضيع خطبهم وسط بعض المغفَّلين ، الذين لا يجلبهم  غير الحضور الآني لتسجيلٍ ينفعهم وقت التوَصُّل بما باعوا من اجله ما فيهم الثَّمين ، لو حافظوا عليه ضميراً لا يُبخس قَدره إرضاءاً لمصالح الآخرين.

بمثل الصراحة وصل فينا النطق الطارق لا محالة جموع المستغرقين ، في سُبات عميق حتى بدَّدَ حلمهم استيقاظ مُتَأخّر أفزع حدوثه ما دفع تدافعهم ليستحقوا عليه أَبْطال مسرحية المهرولين ، مِن حُكام الضفَّة والقطاع  لسُوَيْعَاتٍ أظهروا أنفسهم خلالها مُوَحَّدين ، قصد تلاوة بيان لا يَرْقَى للنَّفْخِ المتطاير القِشّ الجاف  القديم على وَقْعِهِ وإن صَدَرَ عن أفواههم أجمعين ، فبالأحْرَى إرغام أي دولة من عرب القرن الواحد والعشرين ، على تحريك جامعة ملوك وأمراء مَنْ ضيعاتهم الخاصة الممتدَّة على مساحة الخليج (باستثناء قطر والكويت) لإيقاف اسرائيل المحتلَّة  بما تستحق من ردع وبطش وعقاب وزجر مرتبة مثل الأحكام غير الجاهزة كما تم التفوُّه بها أم لبعضها البعض متداخلة لعجز تطبيقها من طرف المشاركين ، في لعبة تخطاها فَهْم العالم لينحصر الاستثناء فيمن يقود الفلسطينيين ، مِن عَهْد ِثورتهم المجيدة  المحمولة على عواتق المكافحين ،   الأحرار البواسل الأولين ، المتوقِّفة بفعل فاعل الجَارِّ حروف الجر حتى هذا الزمن المُحْزِن الحَزين .

مصر سلَّت شوكة التدخل الأقصى من بقائها القريبة / البعيدة مهما تباينت الميادين، مكتفية بما حصدته مخابراتها من أسرار عن "حماس" بإجابات أربع عن سؤال واحد مُلْقَى بدهاء يختزل المدفون إن كان لا زال مفعوله موصولاً بما انتهى إليه الراحل مُرسي أم الشأن تغيَّر وأُغْلِقَ على الملفات القديمة ذات الارتباط بمزلاج خزينة النسيان المُطََمْئِن ، هناك أمور يُستحسن الإبقاء عليها لوقت يكون البعض من تلك الزعامات ملزمين ، بإتباع أحد ألخَطََّيْن ، التقرب من تحمُّل مسؤولية المواجهة القادمة بأسلوب يقضي الاستعداد الجيِّد والتضحية الوازنة بشهادة كل الموازين ، أو البدء من الآن في التخلي عن أفكار كانت تضع الاعتماد على غير الفلسطينيين في تلك المعركة العائدة بإقْدَام الماضي ودَحْضِ التعصب لفَصِيلٍ دون آخر برفع راية النضال الموحَّد انطلاقاً من أي قرية أو مدينة فلسطينية في ذات الوقت دون توقُّف لغاية الحصول على الهدف المنشود باقامة دولة فلسطينية تُنهي عذاب وتمزُّق ما مَرَّ مِن أحلك السنين بقيادة أي زعيم مختار من الشعب مخلص أمين.

الامارات ارتكبت جريمتها النكراء بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل بشكل مذل غير مسبوق لتكسب مَن يحميها من جرائم أفظع اقترفتها علانية في حق اليمنيين ،  وسراً بمساعدة نظام بشار الأسد على إفراغ سوريا من أهلها واستبدالهم ببضع روسيين ،  وما تنثره من سموم هالكة وسط مجتمع السودانيين ، وما تدفع به اللواء المتقاعد ليقتل بمالها وسلاحها الليبيين ، وما سلطته لتعطيل مسيرة ثورة التونسيين ،  وما تسللت به لتخريب وحدة الجزائريين ، القائمة طويلة ما يكاد يُدَوَّنُ فيها ويل حتى يتبعه أمر مشين ، دويلة بهذه الشِّنْشِنَة  شعبها يمثل 10 في المائة ممن هم داخلها بحجة أو أخرى مقيمين ، لا تستحق أكثر مما سيحصل لها حالما تستقر عزيمة الشعوب العربية على قاطرة الكفاح المقدس المبين ، العروبة غالية لا تقبل الاندثار بما يُخَطَّط لها مِن شأن مهين ، اسرائيل اختارت النهج الخاطئ فخسرت منذ اللحظة ما ربحته اعتماداً على خيانة زمرة من الخائنين ، علماً أن الخائن لوطنه مرة قد يخونها بين الحين والحين ، خدمة للدافع أزيد وما أكثرهم لتكسير جبروتها وجورها منتظرين .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

العِنَان غير مَمْسُوك في لبنان

 

العِنَان غير مَمْسُوك في لبنان

برشلونة : مصطفى منيغ

الرئيس الفرنسي لم يُمْنَح (من ايران) الضوء الكامل الاخضرار ، بل المُلطخ (لهدفٍ ما) بالاصفرار ، لذا لم يستطع تمرير مبادرته ومُنِيَ مُمَثّلها (مصطفى أديب المُكَلَّف بتشكيل الحكومة) بفشل ذريع ألزمه تقديم الاعتذار، لينسحب من مسرح اللعبة السياسية جملة وتفصيلاً على وقع ارادة الفَصِيل الشيعي المعروف بالسيطرة المطلقة على مخططاتها المُعلنة كالدفينة إن شئنا الإختصار، الفَصِيل  المُكوَّن من رئيس البرلمان ورئيس الحزب "إيَّاه" المنضويان تحت لواء سلطة قداسة "قُمْ" المُقيّدان الآونة في قاعة الانتظار، لغاية تَدارُس المُتحكِّمة بواسطتهما في الشؤون الداخلية لتلك الديار، التي طوَّقتها مستجدات الأحداث من كل جانب متباينة الأطوار ، الموسومة أقلها بأشد الأخطار، المستحوذة ستكون على تغيير مسار أدوار، تشير على حركة "أمل" إطالة أمد المفاوضات المطَّلع رئيسها أقامتها مع اسرائيل فيما يخص ترسيم الحدود البرية كالبحرية المُبتَدَع استمرارها في مثل توقيت (عن خلفية مقصودة) مُختار، وتأمر الحزب "إياه" بتوجيه اهتمامه لمساعدة محركي الضغط غير المباشر على رئيس الحكومة العراقية كي يبتعد عن طلب بقاء السفارة التي عزمت الولايات المتحدة الأمريكية إغلاقها في بغداد كبداية نهاية الوجود العسكري الأمريكي وبعده السياسي دليل تخلِّيها الكُلِّي عن عراق منهوك منهوب النفوذ قبل الخيرات إن لم نقل تكريسها في الموضوع أسوأ فِرار .

... الرئيس الفرنسي وإن أبدى امتعاضه مما حصده من خيبة أمل في لبنان يظل اهتمامه معلق في إمكانية ترسيخ بقاء فرنسا سيدة كلمة وموقف تحتضن أنصارها القدامى/ الجدد وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الحالي الذي لن يقدر مستقبلاً على تغطية توافقه مع رئيس الحزب "إياه" بغربال سياسة متجاوزة وقد بلغت احتجاجات الشعب اللبناني الذروة والدولة مهددَّة بالانهيار ، إن بقيت التوجهات الرسمية مجزأة على ولاءات خارجية  ومنها عربية بزعامة المملكة السعودية التي تحاول استرجاع ما خسرته بعد تخليها عن "الحريري" بكيفية لا تُنسى عرضت لبنان ساعتها كدولة وحكومة وكيان لموقف لا تُحسد عليه من المهانة والاحتقار.

... كل يوم يمر يجر الكارثة الكبرى أزيد وأكثر، لتشمل الفقراء المغلوبين على أمرهم أولا ثم بالتدريج هؤلاء المطوقة أعناقهم بالانتماء لطوائف وجماعات معرضين بما اقترفوه من نزعات تمزيق الشعب الواحد لنوائب دهر، حامت في افقه أوبئة "كورونا" المتدخلة حتى في رفع الأسعار، وتكسير الاقتصاد لتتضاعف الأضرار ، وتذهب أدراج الرياح طموحات وأحلام أشخاص تخيلوا أنفسهم فوق عامة البشر ، فحدث ما تعيشه لبنان بما داخله حضر، يبغي النزوح حتى في قوارب التهلكة هربا من الموت جوعا في بَرٍّ لم يعد آمناً إلى الموت غَرقاً في أعالي البحار.

... الشهور القادمة حُبْلَى ستكون بالمفاجآت غير السارة  لتداخل محاور أساسية يعمُّها الاختناق توطئة لأضخم انكسار ، يضع النقط على الحروف لمجرى تحضيرات تتمّ سراً على قاعدة تَوَجُّه تحالفٍ مدعوم من طرف دولة مستعدة لكل الاحتمالات شريطة وضع اليد على مرفأ بيروت كمحطة للتوسُّع التدريجي المُنتظر ، تفقد فيه لبنان سيطرتها على القرار السيادي بما يعني ذلك من تصدُّع مُحدَث في المجال السلطوي التقليدي للدولة . قد يبدو الأمر للوهلة الأولى مستحيلاً لكن التفكير الجدي في فحواه يؤدي لنتيجة الاقتراب من وقوعه يوماً لانعدام أية رؤية رسمية تُشعر الشعب (بوسائل مُقنعة) أنها مجرد أزمة وتمر كسابقاتها ، وتَخَلِّي مسؤولين عن أداء واجب مقاومة ما جرى ولا زال يجري بإعلان المستور وفي مقدمته إخبار اللبنانيين كافة بنتيجة التحقيق المتعلق بتفجيرات مرفأ بيروت وأشياء أخرى تندرج عملية التعتيم الشامل لها في خانة الحفاظ على الأمن القومي للدولة والحقيقة عكس ذلك تطال مصالح فريق تتجمَّع فيه خلاصة ما تعرَّض ولا زال يتعرض إليه هذا البلد المنكوب الذي لا يستحق مثل الوضعية لو وجد مَنْ يحكمه مِنْ أهله على طريقة الانصاف العادل ، لشعب موحَّدٍ فاضل ، وليس الاصطفاف المتخاذل ، لطوائف حِصصها فَشَل مُستدام لكل السلبيات قابل .  

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

الملياردير الذي مات قهرا على غياب ترامب!

 

الملياردير الذي مات قهرا على غياب ترامب!    

  

     توفيق أبو شومر

حرَّضني، إيهود أولمرت، رئيسً وزراء إسرائيل الثاني عشر أن أكتب عن، الملياردير الأمريكي الصهيوني، شلدون أدلسون، بعد موته يوم، 11-1-1-2021م، بعد الإعلان عن هزيمة، ترامب في الانتخابات الأمريكية، كان هذا الملياردير صديقا ورفيقا مقربا من، ترامب، ونتنياهو، كشف أولمرت كثيرا من الحقائق في مقالة المنشور بعد موت، شلدون أدلسون، مما جاء في المقال:

"أنا أكره كل شيءٍ يُحبه، شلدون أدلسون، لأن كل الذين ذرفوا الدموع على موت الملياردير، أدلسون، كانوا يتلقون منه الأموال، على رأسهم الحاخام الأكبر، مائير لاو، ومسؤولو جمعية، بيرث رايت الصهيونية في أمريكا، الجمعية الممولة بالكامل منه، إن ثروة أدلسون هي شهرته، يفتخر بها أينما حلَّ، لأنه ولد في أسرة فقيرة، عاش في شقةٍ صغيرة، مع والدية وثلاثة إخوة، حاول بثروته شراء الولاءات، (لا الديموقراطية) وبخاصة في أمريكا، ما أثَّر على ملايين المواطنين في إسرائيل والعالم، حاول شراء الرئاسة في الانتخابات الأمريكية، ليكون له النفوذ، وليس لمصلحة الأمريكيين، منح، ترامب مائة مليون دولار عام 2020م ولم يمنح زعيما غيره، سعى لتعزيز الانقسام في أمريكا، ساهم في إفساد العلاقة بين أمريكا ودول أوروبا، دعم العنصريين الأمريكيين البيض، من أبرز المحرضين على إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، أما موقفه من إسرائيل، فقد كان من أشد المعارضين لحل الدولتين، كان مُحرضا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، هو يُطالب بترحيل الفلسطينيين من منطقة، سي، ويتجاهل حقوقهم، أدلسون يكره اليساريين، يؤمن باليمين القومي والحارديم، على الرغم من أنه ليس متدينا، وهو يعتقد بأن على إسرائيل أن تستخدم سلاحها النووي ضد إيران"

أما سبب هجمة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إيهود أولمرت على شلدون أدلسون ظهرت في نهاية مقاله، حين قال: "عندما التقيتُ به بطلبٍ منه في مكتبي، ضغط عليَّ حتى لا أتنازل على أية أرض للفلسطينيين في إطار أي اتفاق السلام، قال لبعض مسؤولي البيت الأبيض، يجب إقالة وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندليزا رايس، لأنها تُعادي إسرائيل، وكذلك باراك أوباما، أما عني فقد قال: يجب التخلص منه!!"

للعلم فقط، فإن الملياردير، شلدون أدلسون، هو أكبر داعمي جمعيات اليمين الحريدي المتطرف في القدس، وبخاصة جمعية، عطيرت كوهانيم، وجمعية، إلعاد المختصة بتزييف الآثار، وتهويد المدينة، والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين، هو أيضا أكبر المستثمرين في  قطاع كازينوهات القمار في العالم، بخاصة في لاس فيغس، مات ابنه، متشل بعد أن تعاطى جرعةً كبيرة من المخدرات، كما أنه يملك قطاعا  كبيرا من وسائل الإعلام، فهو يملك صحيفة، ماكور ريشون، ولاس فيغس، وأشهرها صحيفة، إسرائيل هايوم، فقد أسسها نكاية في صحيفة، معاريف لأنه حاول شراء صحيفة معاريف ولم ينجح، فأصدر صحيفة، إسرائيل هايوم، وقرر تسويقها مجانا نكاية في الصحيفتين الإسرائيليتين، يديعوت أحرونوت، وصحيفة معاريف، لأنهما كانتا الأوسع انتشارا، تُقدر ثروته بثلاثة وثلاثين مليار دولار.

تكمن مشكلته في أنه فاشلٌ دراسيا وعلميا وثقافيا، فشل في التخرج من كلية نيويورك.

حاول الاقتراب من الصين بواسطة تأسيس منتجعات القمار في جزيرة، مكاو، القريبة من هونغ كونغ، أدلسون هو الصديق المقرب من المتطرف اليميني والمرشح الجمهوري السابق لرئاسة أمريكا، نيوت غنغرتش، لأنه قال يوما: "الفلسطينيون شعبٌ مُخترع"!!

ما أزال أذكر أنني أرسلتُ منذ سنوات صورة غلاف كتاب المؤرخ الإسرائيلي الجديد، شلومو صاند، وعلى غلافه عبارة (اختراع الشعب اليهودي) أرسلتها إلى صفحة جريدة إسرائيل هايوم، وإلى بريد، شلدون أدلسون، وزوجته، مريام!

مقياس الفساد في إسرائيل!


مقياس الفساد في إسرائيل!    


   توفيق أبو شومر

حصلت إسرائيل عام 2020م على درجة 60 من مجموع درجات الشفافية في دول العالم، وهي درجة 100، أي أنها في مرتبة 35 من بين 180 دولة في العالم.

مقياس الشفافية في برلين، يرصد شفافية دول العالم، وقد منح المرتبة الأولى في الشفافية والمصداقية لدولة، الدنمارك، ونيوزلندا، فقد حصلت الدولتان على 88 درجة من 100درجة، ثم في الدرجة الثانية، فنلدا، سنغافورا، السويد، سويسرا حصلت هذه الدول على 85 درجة، أما النرويج 84، ثم هولندا، 82، ألمانيا، ولكسمبورج 80، أما أمريكا 67 درجة.


 

اكتشاف أقدم مسجد إسلامي أثري في طبريا.         

  توفيق أبو شومر

 

 

أعلنت الباحثة الأثرية، كاثي سيلفرمان، باحثة الآثار في الجامعة العبرية، عن اكتشاف أحد أقدم المساجد في العالم، يعود تاريخه إلى عام 670م، يقع جنوب بحيرة، طبريا.

أشارت الباحثة إلى أن هذا المسجد كان يعكس قيم التسامح الديني، الذي تبناه المسلمون مع الأديان الأخرى، فهم لم يدمروا مراكز عبادة الأديان الأخرى، بل حافظوا على قيم التعايش والتسامح!

(صحيفة، إسرائيل هايوم، 29-1-2021م)

إلى دعاة التهجير من الوطن!

 

إلى دعاة التهجير من الوطن!  

           بقلم/ توفيق أبو شومر

 


مَن يُتابع شبكات التواصل الاجتماعية يكتشف أمرا خطيرا، وهو شيوع موجة كُره الوطن، ما يؤدي إلى هجرة الشباب، حتى أن كثيرين يُروِّجون بأن الوطن لم يعد مقرا للكفاءات، بل نقطة عبور إجبارية إلى أوطان الإبداعات الأجنبية، وعلى الشباب أن يستعدوا ليركلوا أوطانهم بأقدامهم، حتى أنَّ أحدهم وضع شعارا يقول: "هاجروا تَصحُّوا"!

أيها الوطن الجميل، اغفر لمن يُجاهرون بكرهك بألسنتهم، هؤلاء وقعوا أسرى مخططٍ خطير، صمَّمه المحتلون غايتُه كُره الوطن، حين حاصروك، أبعدوك، أفقروك، قطعوا حبلَ التواصل بين ماضيك وحاضرك لينزعوك من القلوب، كما نزعوكَ من الكتب.

نعم، قَصَّر آباءُ فلسطين في حق الأبناء، لم يُعلموهم فنَّ عشق الوطن، لم يفتحوا خزائنَ ذكرياتهم، لتغمرهم رائحةُ الزعتر البري، ولتسكنهم رائحةُ الميرمية، والنعناعُ، والريحانُ، ومِسكُ الليل، والسوسنُ، وتمرُ الحناء، لم ينفضوا غبار الزمن عن بساطك المُطرز بلون شقائق النعمان، ولم ينشروا خيوط مِغازل المجدل لتضيءَ بألوانها الزاهية المكان، ولم ينشروا تراثَ أجدادهم المخبوء في خزائنهم، لم يصنعوا لصور الأبطال والمبدعين براويزَ فاتنة، من أشجار الصنوبر، والجوز، والرمان!

لم يذوقوا طعم الزبد البلدي، حين يخرج من سعنٍ البدويات الفاتنات في النقب، ولم يُجربوا قطف البرتقال الذهبي من بساتين يافا وحدائق حيفا، ومزارع الناصرة!

أيها الوطنُ الجميل، لم يقرأ أبناؤك ما خطَّه الأجدادُ في صفحات التاريخ، لم يعرفوا أن بساطَ فلسطين كان يتَّسعُ للعالمين، ففي معاهد فلسطين العلمية تعمَّد المثقفون، وتُوِّجَ السياسيون، ونبغ الفنَّانون، هام بعشق فلسطين طالبو العلوم، ومنتجو الفنون، سكن إشعاعُ حضارتك المستشرقين، سأظلُّ أُردد مراتٍ ومرات ما قالَهُ المستشرقُ الروسي، أغناتي  كراتشكوفسكي، ومعه صديقُه الصحفي الروسي، ثيودوروف، حين زارا فلسطين قبل قرنٍ من الزمان، عام 1909م، قبل اغتصاب أرضنا، التقى الاثنان بعددٍ من مثقفي فلسطين، من مفكرين وفنَّانين، وأدباء، وشعراء، التقّيا بالمفكر والتربوي، خليل السكاكيني، والشاعر المبدع محمد إسعاف النشاشيبي، والمفكر، محمد روحي الخالدي، والأديب، بندلي الجوزي، والمترجم، خليل بيدس، والأديبة المترجمة، كلثوم عودة.

أدهشتْ هذه الفرقةُ الثقافيةُ المستشرقيْنِ فقالا بإعجاب: "تعلمنا الكثير من هذه الأمة العظيمة"!! هذه الأمة العظيمة لم تكن سوى فلسطين!

كذلك سأظلُّ أُكرِّرُ وصفَ وطننا للروائي اليوناني العالمي، نيكوس كازنتاكس، مؤلف أكبر الروايات العالمية انتشارا، رواية، زوربا، عندما زار فلسطين، ليكتب عن أعياد الميلاد، عام 1926، قال يصفُ طبيعةَ وطنكم: "أريحا تبتسم كواحةٍ، تجد نفسَك أمام بساتين الرمان المُزهرة، وأشجار الموز، والتين، والتوت، محاطة بسياجٍ من أشجار النخيل الطويلة، الشيقة، وينابيع الماء المتفجرة، فترتاحُ عينُك، وفي حيفا ترى الرمانَ، والبرتقال، والليمون، وفي الجنوب، مدينة إبراهيم الخليل القديمة، تشعر بأُلفةٍ وطمأنينة، وفي السامرة والجليل، تبدو الجبالُ أكثرَ وُدَّا وأُلفة"

نجحت دولُ العالم في تحويلِ قصائد المدح الوطنية إلى إبداعات، حين عزَّزت مخزون حُب الوطن في نفوس الأبناء، رسَّخت حُب الوطن بمقررات دراسية مُحبَّبة، وليس بموادَّ حشويةٍ، مُنفِّرة، ثم شجعت إبداع الأبناء، واستقطبت الكفاءات وشجعت المواهب، والأهم من كل ما سبق؛ أنها أقامت بناءها على أساس، الحرية، والديموقراطية، والعدل والمساواة!

 

أخيرا، سجنوا الأخ الأكبر لجيرمي كوربيون

 

أخيرا، سجنوا الأخ الأكبر لجيرمي كوربيون!  


     توفيق أبو شومر

 

لم يكتفِ اللوبي الصهيوني بإزاحة، جيرمي كوربيون عن حزب العمال البريطاني، ها هم اليوم ينجحون أيضا في سجن أخيه الأكبر، بيرس كوربيون.

ألقت الشرطةُ البريطانية القبض على بيرس كوربيون البالغ من العمر 74 عاما، يوم 2-2-2021م بتهمة أنه معاد للسامية، بعد تقديم شكوى من معهد التاريخ اليهودي في لندن، لأنه نشر صورة احتجاج على لقاحات الكورونا، على صورة بوابة معسكر الأوشفتس، مكتوب عليها:

"اللقاحات طريقكم إلى الحرية (الإبادة)" واعتبروا ذلك لا سامية!

لم يقتنع القضاة بأن الصورة لا علاقة لها بضحايا الهولوكوست، بل كانت احتجاجا على اللقاحات البريطانية، فقط، فهو متزوج من امرأة يهودية منذ اثنتين وعشرين سنة!!

استجروا له ملفا يعود إلى عام 2016م قال فيه:

"الصهاينة لا يحبون كل مَن يطالب بحقوق القلسطينيين" اعتبروا هذا القول أيضا (لاسامية)!

ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه

  ما أَصْبَرَه حفظَهُ الله ونَصَرَه سبتة : مصطفى منيغ تقديس الوطن تربية وأخلاق ترعرعنا على فضائلها مذ كان الوطن وطناً ، فما عسانا تسجيله...